كارلوس غصن: بذور أزمة "رينو-نيسان" زرعها مَاكرون وأنا الضحية
قال كارلوس غصن رئيس "نيسان" السابق يوم الأربعاء إن خطوة استثمارية مفاجئة، دبرها قبل خمس سنوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما كان وزيرا للاقتصاد، عكرت صفو العلاقات بين رينو و"نيسان" وساهمت في الإطاحة به.
وقال غصن، الرئيس السابق لتحالف صناعة السيارات، إن القيادات التنفيذية في "نيسان" والمسؤولين اليابانيين صُدموا بقرار الحكومة الفرنسية في 2015 زيادة حقوقها التصويتية في "رينو".
وأبلغ غصن الصحفيين بالقول: "ترك هذا مرارة كبيرة. ليس عند إدارة "نيسان" فحسب، بل عند حكومة اليابان أيضا"، لكنه لم يذكر ماكرون بالاسم. وأضاف "وهنا بدأت المشكلة".
وفي أبريل 2015، أمر ماكرون، الذي كان وزيرا في السابعة والثلاثين من عمره ولا يُعرف عنه أي طموحات للرئاسة، بزيادة حصة الدولة في "رينو" من أجل مضاعفة حقوق التصويت.
وأعطت الخطوة التي جرت بين عشية وضحاها الدولة الفرنسية حصة أقلية حاجبة في "رينو" التي كانت تسيطر بدورها على "نيسان" من خلال حصتها البالغة 43.4 بالمئة في الشركة اليابانية.
وبحسب مصادر فرنسية ويابانية، أثار ذلك انزعاج الجانب الياباني في تحالف رينو-نيسان، الذى خشي من أن عملاقا وطنيا قد يقع تحت سيطرة الحكومة الفرنسية.
ويرى غصن الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية بذور سقوطه في حرب مجالس الإدارة التي اندلعت في الأشهر الثمانية التالية بين وزارة ماكرون وهيروتو سياكاوا - الرجل الثاني في هرم قيادة "نيسان" في ذلك الوقت.
وفر غصن البالغ 65 عاما من اليابان الشهر الماضي بينما كان ينتظر المحاكمة في مزاعم إخفاء جزء من الدخل وخيانة الأمانة وإساءة استغلال أموال الشركة، وهي تهم ينفيها جميعا.
وأبلغ غصن مؤتمرا صحفيا "بدأ يصبح هناك نوع من التحدي من جانب زملائنا اليابانيين، ليس فيما يخص التحالف فحسب بل بخصوصي أيضا". وأضاف "وفكر بعض أصدقائنا اليابانيين: الطريقة الوحيدة للتخلص من نفوذ رينو على نيسان هي التخلص منه.. للأسف، كانوا على حق".
وقال إنه لأسباب منها عدم الثقة الناتج عن نزاع 2015، أصبحت تراوده الشكوك بشأن مستقبل التحالف.
وردا على سؤال إن كان يشعر أن رد فعل الحكومة الفرنسية الخافت على احتجازه قد خذله، أجاب غصن "كيف كنت ستشعر لو كنت في مكاني؟ أنك مدعوم؟ محمي؟ مخذول؟ لا أعرف. لن أدلي برأي الآن.
وأضاف: "أنا مواطن فرنسي مثل أي مواطن فرنسي آخر. لا أطالب بمعاملتي على نحو أفضل من الآخرين، لكن ينبغي ألا أعامل على نحو أقل".
وزاد بالقول: "عندما يقول الرئيس الفرنسي ’المفترض براءته‘، فأنا أصدقه. لكن عندما يقول المسؤولون الفرنسيون ’المفترض براءته‘ بينما تقول لغة الجسد ’هو مذنب‘، فأنا لا أوافق على ذلك".